للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك لما أقسم سبحانه وتعالى على الوحدانية في سورة الصافات، أتبع هذا القسم بذكر ربوبيته تعالى للسموات والأرض ومشارقها فقال تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفّاً, فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً, فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً, إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ, رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} ١.

يقول ابن القيم: فإن الإقسام كالدليل والآية على صحة ما أقسم عليه من التوحيد.. وأقسم سبحانه بذلك على توحيد ربوبيته وإلهيته وقرر توحيد ربوبيته فقال: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ, رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} من أعظم الأدلة على أنه إله واحد ولو كان معه إله آخر لكان الإله مشاركًا له في ربوبيته كما شاركه في إلهيته، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وهذه قاعدة القرآن يقرر توحيد الإلهية بتوحيد الربوبية, فيقرر كونه معبودًا واحدًا بكونه خالقًا ورازقًا وحده"٢ انتهى باختصار.


١ سورة الصافات آية ١-٥.
٢ التبيان لابن القيم ص٣٠٩.

<<  <   >  >>