للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعدل والإيثار وغيرها من الفضائل، ولن أتناول كذلك أثر العقيدة على الفرد من ناحية بعده عن الربا والزنا والسكر والكذب والظلم والعقوق والأنانية والحسد والحقد والسرقة والغش والخداع وغيرها من الرذائل؛ لأن تحلي رجل العقيدة بالفضائل وتخليه عن الرذائل أمر بدهي لمن استقام على عقيدته وتفاعل معها تفاعلًا إيجابيًّا، ولأن كل آية في القرآن إنما هي دعوة لفضيلة أو نهي عن رذيلة، ولو أردت استقصاء ذلك لطال بي البحث, ولذلك أكتفي بذكر أهم المميزات التي يمتاز بها رجل العقيدة غير ما تقدم وهي:

١- العقيدة تهب صاحبها عزة النفس؛ لما يشعر به من معية الله تعالى، لقوله سبحانه وتعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِين} ١، ومن كانت هذه عقيدته فلن يستكين ولن يستعبد لغير الله تعالى.

وهذه الأنفة من الخضوع والعبودية لغير الله تعالى يصاحبها التواضع والرحمة لعبادة المؤمنين انطلاقًا من قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين} ٢، والمؤمن يعلم أن واهب العزة هو الله {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاء} ٣.

فعزة المؤمن عزة إيمان وحق، وعزة غيره عزة غرور وفجور وكبرياء.

٢- رجل العقيدة رجل يحتكم إلى كتاب الله ولا يستبدل به حكمًا آخر، ويرضى بحكم الله ولو كان الحق عليه؛ لقوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ٤.


١ سورة التوبة آية ٣٦، ١٢٣.
٢ سورة المائدة آية ٥٤.
٣ سورة آل عمران آية ٢٦.
٤ سورة النساء آية ٦٥.

<<  <   >  >>