للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمؤمن إذن ذو شخصية ثابتة, ومن موازينه في الناس قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم} ١، ومن موازينه في الخسارة قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة} ٢. ومن موازينه في الربح قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} ٣.

٩- رجل العقيدة يوالي ويعادي لله، ويحب ويبغض لله، فلن يوالي عدو الله ولو كان أباه أو ابنه، ولن يعادي ولي الله ولو كان بعيدًا منه، ولن يحب من أبغضه الله، كما أنه لن يعادي من أحبه الله، كل ذلك لإيمانه بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ٤، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ} ٥.

١٠- رجل العقيدة تتوازن فيه الروح والعقل والجسم, فلا يطغى فيه جانب على جانب، فلا هو مفرط في الروحانية المعذبة لجسده والملغية لعقله، ولا هو مفرط في العقل حتى يحكِّمه في الوحي والشرع، ولا هو مفرط في التربية الجسمية حتى يرتد كبهيمة هدفها الطعام والشراب كما تعتبره المذاهب المادية, وشعارهم في ذلك:

إنما الدنيا طعام وشراب ومنام ... فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام


١ سورة الحجرات آية ١٣.
٢ سورة الزمر آية ١٥.
٣ سورة آل عمران آية ١٨٥.
٤ سورة التوبة آية ٢٣
٥ سورة الممتحنة آية ١.

<<  <   >  >>