للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ, وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ١، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} ٢. هذا المجتمع لا تساويه المجتمعات التي تعلم أفرادها أن أصلهم قرد أو حيوان أحط من القرد، وأن كل ما في الكون عدو له ويقف ضده, فهو في صراع مع الكون ويعتبر أن أي اكتشاف علمي إنما هو تغلب على الكون وقهر للطبيعة، بينما مجتمع العقيدة يرى أن من واجبه الاهتداء لهذه السنن والاستفادة منها, وأن الإنسان مهما بلغ في العلم فهو من تعليم الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم.

٨- مجتمع العقيدة مجتمع قوى متماسك يشد أفراده على أيدي بعضهم بعضًا كأنهم بنيان مرصوص, آمالهم وآلامهم واحدة؛ لأنها نابعة من عقيدتهم, وكلهم يسعون لتحقيق العدل والمحبة والأخوة، ليعيش كل فرد في هذا المجتمع آمنًا على دينه وروحه وعقله وماله وعرضه, ولكل فرد في المجتمع العقيدة حق العمل، وإلا فالدولة توفر الضروريات للعاجزين عن العمل وللذين لا يجدون ما يكفيهم.


١ سورة الجاثية آية ١٢- ١٣.
٢ سورة لقمان آية ٢٠.

<<  <   >  >>