للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على قوله: "أعطوني شيئًا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم"، ويبقي في السجن ثلاثين شهرًا يقاوم السلطان، حتى انتصر رحمه الله عليهم بغير جيش ولا سلاح، إلا سلاح الإيمان والصبر والتمسك بالعقيدة الصحيحة، فكانت فتنته -رحمه الله- نهاية لهذا المذهب، فمن زمانه دفنت هذه العقيدة في بطون الكتب فأصبح حب أحمد شعار أهل السنة١.

٦- شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- يحاسب غازان التتري رابع ملك مسلم من التتار الذي احتل دمشق حتى شرد أهلها وبقي شيخ الإسلام بفئة قليلة فخرج إليه وقال له: "أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاضٍ وإمام ومؤذن، فعلام تغزو بلادنا؟ أبوك وجدودك كانوا كافرين وما ؤغزونا بعد أن عاهدونا وأنت عاهدت فغدرت".

ولما قدم له غازان الطعام رفض أكله قائلًا: "نهبتم أغنام الناس وطبختموها بأشجار الناس".. ودار بينه وبين غازان جدال طويل لم يخش فيه سلطانه وهيبته٣.


١ أحمد بن حنبل بين محنة الدين ومحنة الدنيا لعبد الجواد الدومي ص ١١٨ إلى ص ١٣٨.
٢ ابن تيمية "حياته وعصره أراؤه وفقهه" لمحمد أبي زهرة ص٣٦ - ص٤٠.

<<  <   >  >>