للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهاتان الآيتان تبينان أن العباد كلهم مفطورون على التوحيد, وأنه الأصل في بني آدم، وقد فسر مجاهد الفطرة بأنها الإسلام١.

قال الطبري: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "واذكر يا محمد ربك إذ استخرج ولد آدم من أصلاب آبائهم، فقررهم بتوحيده وأشهد بعضهم على بعض شهادتهم بذلك وإقرارهم به.. عن ابن عباس: مسح ربك ظهر آدم فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة" ٢، انتهى باختصار.

عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا" ٣.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" ثم يقول أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} ٤.


١ انظر تفسير الطبري ٢١/٤٠.
٢ تفسير الطبري ٩/١١٠- ١١١.
٣ رواه مسلم ورواه الترمذي عن أنس. انظر صحيح مسلم ج ١٧ ص١٩٦، رقم ٢٨٦٥.
٤ رواه البخاري في كتاب الجنائز بلفظ كل مولود، ورواه مسلم في كتاب القدر ج ٤/٢٠٤٧.

<<  <   >  >>