للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو الله عز ذكره على التمام، فليس هو من الأسماء التي يجوز اشتقاق فعل منها كما يجوز في الرحمن الرحيم١.

وقد استدل أصحاب هذا الرأي بأدلة منها:

١- أن لفظ الجلالة لو كان مشتقًّا لاشترك في معناه كثيرون.

٢- أن بقية الأسماء تذكر صفات له فنقول: الله الرحمن الرحيم الملك القدوس، فدل على أنه ليس بمشتق، فأما قول تعالى: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ, اللَّهِ} ٢، على قراءة الجر فذلك من باب عطف البيان.

٣- قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا} ٣، فدل على أن لفظ الجلالة اسم جامد غير مشتق. قال ابن كثير: وفي الاستدلال بها على كون الاسم جامدًا نظر.

٤- أن الألف واللام من بنية هذا الاسم ولم يدخلا للتعريف لدخول حرف النداء عليه كقولك: يا ألله وحروف النداء لا تجتمع مع أل التعريف، ألا ترى أنهما من بنية الاسم وأنه اسم جامد غير مشتق٤.

٥- قال السهيلي وشيخه أبو بكر ابن العربي أن اسم "الله" غير مشتق؛ لأن الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها واسمه تعالى قديم فيستحيل الاشتقاق٥.


١ انظر لسان العرب ١٣/٤٦٧.
٢ سورة إبراهيم آية ١-٢.
٣ سورة مريم آية ٦٥.
٤ انظر تفسير القرطبي ١/١٠٣.
٥ انظر تيسير العزيز الحميد ص١٤.

<<  <   >  >>