القرن الثاني للهجرة جمع اللغة وتدوين الرسائل اللغوية وبداية العمل المعجمي وبداية التأليف النحوي. وإذا كان القرن الرابع الهجري قد عرف مجموعة كبيرة من أعلام النحاة فإن نفس الفترة الزمنية أخرجت لنا عددًا كبيرًا من المعاجم اللغوية التي تمثل اتجاهات مختلفة في التأليف المعجمي، وكانت حركة تأليف الموسوعات النحوية موازية لتأليف المعاجم الموسوعية مثل لسان العرب، كما كانت حركة تأليف الحواشي والشروح النحوية مصحوبة بتأليف حواش على المعاجم وشروح لها، وكان عبد القادر البغدادي، ت ١٠٩٣هـ، بكتابيه خزانة الأدب وشرح شواهد مغني اللبيب ظاهرة موازية لتأليف مرتضى الزبيدي لتاج العروس شرحًا للقاموس المحيط، وإذا كانت كتب النحو تختلف اختلافًا بسيطًا في تبويبها الداخلي وترتيبها للموضوعات فإن المعاجم العربية تقسم من ناحية ترتيبها للألفاظ الواردة فيها إلى مدارس مختلفة، لكل منها منهجها الخاص.