وكان العرب يمثلون في ظل الحكم الأموي طبقة أرستقراطية مترفة، وهذه الطبقة تعتمد على أمرين يربطان أفرادها، أولهما: الأصل البدوي، والثاني: القدرة على التحدث بالعربية كأحد أبناء البادية. وفي ظل هذا المجتمع كانت الطبقات الدنيا والوسطى لا تزال مرتبطة إنْ قليلًا أو كثيرًا باللغات التي سادت المنطقة قبل الفتح الإسلامي، كانت القبطية لغة الطبقات الدنيا في المجتمع المصري وكانت اللهجات الآرامية تسود لدى معظم سكان الشام وبعض مناطق العراق، وكان المغرب العربي يستخدم عددًا من اللهجات البربرية. وفي شرق الدولة الإسلامية أي في أقاليم إيران والمناطق التي بعدها كانت لغات الحديث مجموعة من اللهجات الإيرانية. وفوق هذا وذاك فقد كانت العربية الجنوبية وهي لغة تختلف اختلافًا كبيرًا عن العربية الشمالية لا تزال سائدة في مناطق شاسعة في جنوب جزيرة العرب. ولذا فقد كان التحدث بالعربية دليلا على التفوق الاجتماعي، بينما كان استخدام اللغات أو اللهجات