كان كثير من الباحثين الأوربيين قد لاحظوا منذ قرون أوجه الشبه بين العربية والعبرية، وكان العارفون بهما وبالسريانية في عصر الحضارة الإسلامية قد أدركوا أن هذه اللغات متقاربة، بل وعرف ابن حزم أنها من أصل لغوي واحد. وعندما بدأ بحث اللغة العربية في أوربا في القرن السادس عشر بهدف قراءة العهد القديم في نصه العبري أفاد علماء اللاهوت من اللغة العربية لفهم بعض الجوانب الغامضة في النص العبري للعهد القديم. وهكذا ارتبطت بداية الاهتمام الأوربي باللغة العبرية القديمة بحركة الإصلاح الديني التي نادت في هذا الصدد بضرورة بحث العهد القديم في نصه العبري لا في ترجماته اللاتينية. إن العهد القديم نص عبري، ولكن به سفرين بالآرامية، ولذا كان الاهتمام المبكر بالآرامية متواضعًا بقدر هذه الصفحات الآرامية القليلة في العهد القديم.
وبذلك تركز البحث في اللغات السامية القديمة في أوربا على لغتي الأسفار الدينية وهما العبرية والآرامية. وتوسلوا في فهمها باللغة العربية التي كانت معروفة عند بعض الباحثين الأوربيين بصورة مستمرة.
واتسعت دائرة الاهتمام باللغات السامية في القرن السابع عشر عندما بدأ البحث اللغوي في لغة الجعز، أي الحبشية القديمة، بينما استمر بالعبرية والآرامية والعربية.