وفوق هذا وذاك فهناك ظواهر كثيرة نلاحظها في بناء الجملة العربية الحديثة، ولا تكاد تبدو شائعة في الضوابط التي استخرجها النحاة من لغة القرون الأولى فالجملة العربية الحديثة كما نعرفها في الكتابات والمؤلفات والصحافة تعرف تراكم المصادر على نحو لم يعرف قديمًا بنفس القدر من الانتشار. نقرأ اليوم عن احتمال قيام حرب في منطقة ما، والكلمات: احتمال، وقيام، وحرب، كلها مصادر أضيف سابقها إلى لاحقها ونسمع من الإذاعة على لسان أحد رجال الأمم المتحدة: استحالة منع نشوب حرب بين مصر وإسرائيل والكلمات: استحالة، ومنع، ونشوب، وحرب، كلها مصادر أضيف سابقها إلى لاحقها على نحو لم تكن تعرفه اللغة القديمة على هذا النحو التراكمي. هذا وينبغي أن نذكر في هذا الصدد أن دراسات النحاة العرب للغة إنما قامت على أساس لهجات بعض القبائل ولغة الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة، ولم تضع هذه الدراسات نصوص النثر العربي الذي ازدهر بعد هذا في بؤرة التحليل اللغوي، ولذا فمن الصعب الاعتماد على كتب النحاة القدماء لنتعرف