على طبيعة الأساليب التي عرفها النثر العربي الإسلامي، ونحن الآن نلاحظ بعض الظواهر الموجودة في النثر فنلاحظ الشائع الجديد في النثر ولا نراه في تلك المؤلفات التي قامت أساسًا على دراسة لغة الشعر، فأحكامنا هذه تظل نسبية إلى أن يوضح البحث نسبة شيوع هذه الظواهر في الشعر والنثر على نحو تاريخي، وهذا هو ما يصبو إليه النحو التاريخي للغة العربية.
يعرف النثر العربي الحديث اتجاهًا إلى فك حالة الإضافة باستخدام حرف جر، وهذه الظاهرة شائعة نمارسها ونفهمها ليل نهار، فنحن نتحدث عن صورة من الصور ونقول: هذا منظر عام للواجهة الأمامية لجامعة القاهرة، تفصيلا للعبارة الموجزة: منظر واجهة جامعة القاهرة، ولنقارن الجملتين: ففي الثاني كلمة منظر مضافة إلى واجهة، وكلمة واجهة مضافة إلى جامعة ولكن الجملة الأولى عرفت فك حالة الإضافة مستخدمة بين المضاف والمضاف إليه حرف جر هو اللام، فبدلا من "منظر واجهة" نقول "منظر لواجهة"، وبدلا من "واجهة الجامعة" نقول "الواجهة.... لجامعة" ... ولكن ينبغي أن نلاحظ هنا أيضًا أن المضاف السابق في كل هذه الحالات قد وصف ثم جاءت اللام ثم المضاف إليه السابق بعد ذلك. وعلى هذا فنحن نتحدث عن منظر عام –للواجهة الأمامية– لجامعة القاهرة. وكذلك عن "المدير العام، لإدارة البعثات، وعن المفوض العام، لشركة السيارات، أو عن: المراسل الخاص، للأهرام أو: الأمين العام، لجامعة الدول العربية وفي كل هذه الحالات وصف المضاف السابق، وفكت حالة الإضافة باللام.
وإذا نظرنا على مزيد من الأمثلة الخاصة بفك حالة الإضافة باللام وجدنا أن المضاف السابق يكون في كثير من الأحيان في حالة إضافة جديدة. نقول: "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"، فالتعبير البسيط "منظمة التربية و ... " قد فك بدخول اللام على المضاف إليه "التربية" وبدخول مضاف إليه جديد مضاف إلى المضاف الأول، فتحدثنا عن منظمة الأمم.... لـ.....، وعن وزير