٨- العلاقات اللغوية في القرن الخامس إلى فجر العصر الحديث
يلاحظ اتجاه هذه الفترة التي امتدت سبعة قرون أن العالم العربي كان واقعًا في قبضة عناصر غير عربية تشترك مع غالبية العرب في اعتناقها الدين الإسلامي، ورغم تغير الحكام فقد كانوا دائمًا من غير العرب. كانت الطبقات الحاكمة من عناصر فارسية أو تركية أو شركسية، ويختلف توزيع العناصر من إقليم لآخر، وفي كل هذه الفترة كانت العربية لغة الطقوس الدينية ولغة الفقه الإسلامي مما جعل دراسة العربية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بدراسة الدين، فلم تكن العربية إلا لغة الدين. وهذا الأمر يشبه مركز العربية في إيران الحالية، فكل من أراد أن يشتغل بالدين كان عليه أن يدرس العربية.
وظهر في هذا العصر عدد من الملخصات والشروح انتشرت انتشارًا كبيرًا في المشرق والمغرب. وكان الهدف من هذه الملخصات تقريب ما توصل إليه الباحثون القدماء من نتائج في بحث اللغة العربية. كانت المعرفة بالعربية أداة لدراسة الدين، وكل المعاهد العلمية التي نشأت أو أخذت طابعها المميز في تلك الفترة مثل الأزهر والمعاهد المماثلة في العالم العربي والبلدان الإسلامية لا تزال تعتبر دراسة العربية والدين أمرًا واحدًا. وهذا الربط إنما يرجع إلى ظروف