يوضح البحث المقارن في اللغات السامية عددا من الحقائق المهمة حول تاريخ العربية من الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية وإذا كانت اللغة العربية أحدث لغة سامية دونها أبناؤها. فإن اللغات السامية الأخرى قد دونت قبل اللغة العربية بقرون طويلة، فالأكادية دونت حوالي سنة ٢٥٠٠ق. م والأجريتية كتبت حوالي سنة ١٤٠٠ق. م وتوضح المقارنات بين اللغات السامية المختلفة أن العربية احتفظت بمجموعة من الخصائص المغرقة في القدم والتي ترجع إلى اللغة السامية الأولى، فالخصائص المشتركة في كل اللغات السامية، أو أكثرها هي الخصائص التي يفترض الباحثون أنها موروثة عن اللغة السامية الأولى التي خرجت عنها كل اللغات السامية.
تكتب اللغات السامية بعدة خطوط ولكل خط منها خصائصه الشكلية وإمكاناته التعبيرية فالخط المسماري الذي دونت به اللغة الأكادية يدون الكلمات مقسمة إلى مقاطع، وبذلك احتفظ الخط الأكادي رغم صعوبته بتدوين الحركات مع الصوامت، ومن هذا الجانب تفصح الكتابة الأكادية عن طبيعة الحركات سواء أكانت في وسط الكلام أم في آخره، وهناك لغات سامية قديمة لم يتح خطها التعرف على الحركات التي كانت بها، فاللغة العربية الجنوبية القديمة واللغة الأجريتية واللغة الفينيقية دون كل منها بخط متميز من الناحية الشكلية، فالخط العربي الجنوبي لا يشبه الخط الأجريتي والخط الفينيقي ولكن هذه الخطوط تشترك في سمة أساسية، وهي أنها تدون الصوامت ولا تدون الحركات. وبهذا لا نكاد نتعرف على طبيعة الحركات في هذه اللغات