للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- علم اللسان وعلوم الأدب والعلوم العربية:

ترجع أول محاولة جادة١ لترتيب علوم اللغة في نسق واحد إلى الفارابي، وقد أطلق الفارابي على كل العلوم اللغوية اسما شاملا لها هو "علم اللسان"، يتألف علم اللسان عنده من عدة مجالات. يقابل "علم الألفاظ المفردة" في تصنيف الفارابي "علم الدلالة" في التصنيف الحديث. ويتناول "قوانين الألفاظ عندما تكون مفردة وعندما تركب" البحث في الأصوات وبناء الكلمة وبناء الجملة على التوالي. ولكن الفارابي أدخل في علم اللسان بعض الموضوعات التي لا تدخل في علم اللغة بالمعنى الحديث، من ذلك علم الألفاظ المركبة التي صنعها خطباؤهم وشعراؤهم أي دراسة الشعر والنثر. ومن ذلك أيضا قوانين تصحيح الكتابة وقوانين تصحيح القراءة وقوانين الأشعار٢. وهكذا ضم علم اللسان عند الفارابي علوم اللغة إلى جانب غيرها من العلوم والمهارات.

ويدل مصطلح علوم الأدب عند ابن الأنباري على علوم اللغة: النحو


١ ابن فارس الصحابي ص ٩-٢٠ ميز بين "علم العرب أصلا وفرعًا". وهو تمييز القضايا اللغوية من جانب ومعرفة الألفاظ ودلالاتها من الجانب الآخر.
٢ انظر: إحصاء العلوم للفارابي، تحقيق عثمان أمين ١٩٤٨. ص ٤٧ - ٥٠.

<<  <   >  >>