للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واللغة والتصريف وعلم الجدل في النحو وعلم أصول النحو بالإضافة إلى العروض والقوافي وصنعة الشعر وأخبار العرب وأنسابهم١. أي أن علوم الأدب تشمل عند ابن الأنباري مجموعة العلوم اللغوية والأدبية وما يتعلق بها من معارف.

وكان ابن الأنباري أول من اعتبر علم أصول النحو أي مناهج البحث النحوي علمًا قائمًا بذاته، وقد ألف فيه محتذيًا حذو المؤلفين في علم أصول الفقه يقول ابن الأنباري أصول النحو هي أدلة النحو التي تفرعت عنها فروعه وفصوله كما أن معنى أصول الفقه أدلة الفقه التي تفرعت عنها جملته وتفصيله.

والأديب عند ابن الأنباري وعند ياقوت الحموي هو المشتغل بهذه العلوم اللغوية الأدبية وما يرتبط بها من معارف، وبهذا المعنى ألف ابن الأنباري كتابه نزهة الألباء في طبقات الأدباء، وألف ياقوت الحموي إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب.

أما تصنيف السكاكي لعلوم اللغة فيقوم على أساس "مثارات الخطأ"، فالخطأ اللغوي يمكن أن يكون في بنية الكلمة وهذا موضوع علم الصرف وقد يكون في تأليف المفردات داخل الجملة وهذا موضوع علم النحو وقد يكون في مطابقة العبارة للمعنى وهذا موضوع علمي المعاني والبيان. واعتبر السكاكي علوم الصرف والنحو والمعاني والبيان بالإضافة إلى علم اللغة مجموعة علوم متكاملة انتظمت عنده في نسق واحد٢.

وكان أبو حيان النحوي أول من أطلق مصطلح علوم اللسان العربي على علوم اللغة. وقد تابعه ابن خلدون في استخدام هذا المصطلح. تضم علوم اللسان


١ انظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء لابن الأنباري تحقيق: عطية عامر. ص ٥٣، انظر: لمع الأدلة في أصول النحو، تحقيق: عطية عامر، ص ٢٢٧.
٢ انظر: مفتاح العلوم للسكاكي المؤلف سنة ٧١٦ هـ تقريبا ص ٣، والبلاغة عند السكاكي لأحمد مطلوب ص ٦٥.

<<  <   >  >>