للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العربي عند أبي حيان علم اللغة وعلم التصريف وعلم النحو. يتناول علم اللغة "مدلول مفردات الكلم" ويتناول علم التصرف "أحكام مفردات الكلم قبل التركيب" أما علم النحو فيتناول أحكام مفردات الكلم "حالة التركيب" وبذلك كان مصطلح "علوم اللسان العربي" عند أبي حيان شاملا لعلوم اللغة عند العرب دون غيرها من العلوم١.

ولا يقتصر مجال علوم اللسان العربي عند ابن خلدون على النحو واللغة بل ضم إليهما علم البيان وعلم الأدب، وبذلك لم يفصل ابن خلدون بين علوم اللغة بمعناها المحدد والدراسة الأدبية٢.

ويقوم تصنيف طاشكبري زاده للعلوم اللغوية وما يتعلق بها من دراسات على أساس التمييز بين ما يتناول "المفردات" من جانب وما يتناول "المركبات" من الجانب الآخر٣. ذكر طاشكبري زاده أن دراسة المفردات تتناول مجالات خمسًا، أولها: علم مخارج الحروف. ويعد هذا المصطلح أول تسمية محددة شاملة لما يطلق عليه في العصر الحديث علم الأصوات، فإذا كانت الدراسة الصوتية قديمة في التراث العربي فإن سيبويه والخليل ومن جاء بعدهما لم يضعوا لها تسمية خاصة وشاملة إلى أن جاء طاشكبري زاده وحاول في تصنيفه للعلوم أن يخصص هذه الدراسة. فأطلق عليها علم مخارج الحروف، وجعل هذا العلم أول مجالات البحث اللغوي، وبهذا اتفق طاشكبري زاده مع ما تعارف عليه اللغويون المحدثون بعده بقرون. يتناول علم مخارج الحروف معرفة تصحيح مخارج الحروف -كيفية وكمية- وصفاتها العارضة لها بحسب ما تقتضيه طباع العرب ... ويستمد من العلم الطبيعي وعلم التشريح ويتضح من تحديد


١ انظر: الإدراك للسان الأتراك ص٦٦.
٢ مقدمة ابن خلدون ١٢٥٤، وقد أطلق عليها ابن خلدون في موضع آخر ص١٢٦٣ "العلوم اللسانية".
٣ مفتاح السعادة ص٩٩.

<<  <   >  >>