للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا شك أن العارفين بهذه اللغات قد لاحظوا أوجه شبه كثيرة بينها.

فحاول شلوتسر Schlozer ١٧٩٨ تسمية هذه اللغات: العبرية والعربية والآرامية والحبشية -باسم عام يجمعها، ووجد في العهد القديم تقسيما للشعوب إلى أبناء حام وأبناء سام وأبناء يافث.

لاحظ شلوتسر أن أسماء هذه اللغات ينطبق إلى حد كبير على أسماء أولاد سام، فسمى هذه اللغات باسم اللغات السامية١.

ولكن إدراك العلاقات التاريخية بين هذه اللغات لم ينتظم على أساس منهجي واضح وفي إطار نظرية شاملة إلا بعد تصنيف اللغات الهندية الأوروبية. ففي القرن التاسع عشر نجح العلماء في تصنيف اللغات الهندية - الأوربية بمنهج علمي واضح. وكان لهذا المنهج أثره المباشر عند الباحثين في اللغات السامية، فحاولوا التوسل بنفس المنهج لتصنيف اللغات السامية. وفي نفس الفترة زاد الاهتمام بالأبحاث التاريخية والأثرية واكتشفت آلاف النقوش في أنحاء مختلفة من الشرق،


١ انظر رأي شلوتسر في:
aug. ludwig schlozer, von jen chaldern.
وقد ظهر هذا البحث سنة ١٧٨١ في:
J.G. eichhorn, repetouium fur biblische und morgenlandische litteratur VIII leipzig ١٧٨١, ١٦١
والواقع أن لغات الأرض لا يمكن أن تقسم على نحو ما جاء في الإصحاح العاشر من سفر التكوين هذا التقسيم البسيط إلى ثلاث أسرات لغوية فقط، فهناك أسرات لغوية متعددة، وليس هناك ثمة دليل على قرابة هذه الأسرات الكثيرة. لقد وجد شلوتسر مصطلح اللغات السامية مناسبًا، واستقر هذا المصطلح بعد ذلك على الرغم من اختلاف دلالة مصطلح اللغات السامية في البحث اللغوي عما جاء حول أبناء سام في سفر التكوين. فكاتب سفر التكوين كان يقسم الشعوب لاعتبارات سياسية، فمن صادقهم اليهوم جعلهم من أبناء سام ومن عاداهم اليهود جعلهم من غير الساميين، ولذا ذكر سفر التكوين كنعان من غير أبناء سام في حين أن البحث الحديث يثبت أن الكنعانية فرع من أفرع اللغات السامية. وذكر التكوين أن عيلام من أبناء سام، وأثبت البحث الحديث أن اللغة العيلامية ليست من اللغات السامية. انظر عن العيلاميين ولغتهم:
w. hinz, des rejch elam. stuttgart ١٩٦٤.

<<  <   >  >>