وكشفت هذه النقوش عن لغات قديمة بائدة منها العربية الجنوبية والأكادية والفينيقية وثبت في أثناء بحث هذه اللغات القديمة أنها تتشابه أيضا مع اللغات السامية المعروفة حتى ذلك الوقت. ويتضح اللقاء بين البحث في اللغات السامية المختلفة في عدة شخصيات فاللغوي الألماني جيزينيس Gesenius ١٧٧٦-١٨٤٢ ألف للعبرية نحوًا ومعجمًا، واهتم أيضا بالآرامية وكان جيزينيس أول من نجح في فك أكثر رموز خط المسند أي الخط الذي كتبت به النقوش اليمنية القديمة. وقد أفاد الباحثون في القرن التاسع عشر من معرفتهم باللغات العربية والعبرية والآرامية والحبشية في فهم اللغات المكتشفة في النقوش. ولم تقتصر الأبحاث على لغات الكتب الدينية ولغات النقوش القديمة، بل اهتم عدد من الأوربين ولأسباب علمية غالبًا - بدراسة عدد من اللهجات العربية الحديثة وبتدوين عدد من اللهجات الآرامية الحديثة واللغات السامية الحديثة في الحبشة وبكل هذه الأدوات أتيح لعلماء القرن التاسع عشر ما لم يتح لمن سبقهم؛ ففي منتصف القرن التاسع عشر كانت اللغات العربية والعبرية والآرامية والحبشية والعربية الجنوبية والفينيقية والأكادية معروفة للباحثين الأوربيين وكان المنهج المقارن الذي صقلته أبحاث اللغات الهندية الأوربية معروفا لهم أيضا، ومعنى هذا أن البحث المقارن في اللغات السامية بدأ بعد أن اتضحت لهم ملامح هذه اللغات وبعد أن اتضح لهم أيضا منهج علمي لتصنيفها ولمقارنتها.