للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخرى دليلًا على الضعة الاجتماعية١.

في ظل هذه الظروف كان من الطبيعي أن يحرص سادة المجتمع على تنشئة أبنائهم في بيئة عربية بدوية حتى يستقيم لهم الانتظام في الطبقة الحاكمة وحتى يتضح تميزهم عن الطبقات الدنيا. والكتب العربية حافلة بروايات تروى لنا أن سادة المجتمع وأمراء البيت الأموي كانوا ينظرون نظرة فزع إلى أي خطأ لغوي يقع فيه أبناؤهم، وكانوا يحرصون كل الحرص على أن يستخدم أبناؤهم اللغة العربية وينطقون بها على النحو الذي يعرفه البدو الذين لم تفسد لغتهم بالاختلاط بالأعاجم٢.

وأهم ما يلاحظ في تاريخ اللغة العربية ابتداء من الثلث الأخير من القرن الأول الهجري أنها أصبحت ذات مكانة مرموقة وطيدة في الدولة الإسلامية، وذلك لعدة أسباب أهمها أن:

١- العربية أصبحت اللغة الرسمية للدولة الإسلامية، فقد عربت الدواوين حوالي سنة ٨٧هـ/ ٧٠٥م.

٢- العربية كانت لغة الطبقات الحاكمة في المجتمع واستخدام الفصحى دليل على الرقي وعلى المكانة الاجتماعية.

٣- العربية المولدة أي التي بها أخطاء كانت لغات الطبقات الدنيا في المجتمع.

٤- العربية الفصحى ظلت لغة الشعر الذي تعتز به الطبقات العليا من المجتمع.


١ حكى البلاذري: لما قدم "الوالي" أمر كاتبه بقراءة عهده، وكان لحانًا، فقال سعيد "=الوالي" أيها الناس: إن الأمير بريء مما تسمعون من هذا اللحن"، فتوح البلدان ٦٠١.
٢ انظر المواضع المذكورة في كتاب "العربية" ليوهان فك ٢٦-٢٧.

<<  <   >  >>