للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النحو التركي، وربما كان أيضا أول مؤلف في النحو الحبشي١.

وفوق هذا فقد عرف ابن حزم القرابة اللغوية بين العربية والعبرية والسريانية، وشبه هذه القرابة بقرابة لهجات اللغة الواحدة. قال ابن حزم: "الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر وربيعة لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان. ومن القيراوني إذا رام نغمة الأندلسي. ونحن نجد من سمع لغة أهل فحص البلوط وهي على ليلة واحدة من قرطبة كاد يقول إنها لغة أخرى غير لغة أهل قرطبة، وهكذا في كثير من البلاد فإنه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبدلا لا يخفى على من تأمله وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول: مهمدا، إذا أراد أن يقول: محمدا، ومثل هذا كثير فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافهما


١ حول أبي حيان النحوي ومؤلفاته:
أبو حيان النحوي لخديجة الحديثي بغداد ١٩٦٦.
ومنهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك تحقيق سدني جليزور
وقد ألف أبو حيان في نحو عدد من اللغات غير العربية:
أ- الأفعال في لسان الترك "ذكره في الإدراك".
ب- الإدراك للسان الأتراك "موجود في مخطوط بالقاهرة، وطبع بتركيا ١٣٠٩.
ج- زهو الملك في نحو الترك "مفقود".
د- منطق الخرس في لسان الفرس "مفقود".
هـ- نور الغبش في لسان الحبش = جلاء الغبش عن لسان الحبش "مفقود" قارن الهجر المحيط ٤/ ١٦٣-١٦٤.
و المخبور في لسان البشمور = المخبور في لسان اليحمور "مفقود". ولم نستطع التعرف على تلك اللغة التي أشار إليها أبو حيان بكتابه هذا، انظر: خديجة الحديثي ١٧٦- ١٨٧ وانظر كذلك النصر الهام: "وقد اطلعت على جملة من الألسن كلسان الترك ولسان الفرس ولسان الحبش وغيرهم وصنفت فيها كتبًا في لغتها ونحوها وتصريفها" منهج السالك ٢٣٠.

<<  <   >  >>