الفارقة بين بنية السبئية وبنية المعينية هي استخدام الهاء في السبئية واستخدام السين في المعينية، فوزن أَفْعَلَ في العربية الشمالية يقابله وزن هَفْعَلَ في السبئية ويقابله وزن سَفْعَلَ في المعينية.
أما اللهجات الأخرى وهي القتبانية والحضرمية والهرمية فيبدو أنها أقل انتشارا. وتنسب اللهجة القتبانية إلى مملكة قتبان في وادي بيحان وحريب، وتنسب اللهجة الحضرمية إلى حضرموت، وقد وجدت أكثر نقوشها في منطقة شبوة ووادي حضرموت وساحل حضرموت، وقد عمرت اللهجة الحضرمية أكثر من اللهجة القتبانية، فآخر النقوش القتبانية يرجع إلى القرن الأول الميلادي بينما ظلت الحضرمية حتى القرن الثالث الميلادي على أقل تقدير، وكلا اللهجتين تشبهان اللهجة المعينية من ناحية استخدام السين ولكنهما تختلفان عنها من جوانب أخرى.
وأقل اللهجات العربية الجنوبية شأنا هي اللهجة الهرمية المنسوبة إلى منطقة هرم في غرب معين قرناو. وأهم خصائص هذه اللغة المحددة الانتشار قديما استخدام حرف الجر "من" على نحو استخدامه في العربية الشمالية وبذلك خالفت اللهجة الهرمية باقي اللهجات العربية الجنوبية لأنها تستخدم بدلا من هذا الحرف كلمة "بن" وهذا التقسيم يقوم في المقام الأول على الخصائص اللغوية لا على التوزيع المكاني ففي كل المواضع التي وجدت فيها نقوش عربية جنوبية قديمة تنوعت اللهجات، فليست كل النقوش الموجودة في منطقة هرم مكتوبة باللهجة الهرمية بل هي أيضا بالسبئية والمعينية.
وبعد انهيار سد مأرب هاجرت قبائل عربية جنوبية إلى الشمال ولم تكن القبائل المهاجرة في وضع اقتصادي طيب، ولذا تعربت بعربية الشمال ولم يبق لها من الأصل القديم إلا الذكرى والنسب، حتى إن شعراء هذه القبائل قبل الإسلام مثل امرئ القيس نظموا شعرهم بالعربية الشمالية، يضاف إلى هذا أن الإسلام قد ساعد على انتشار العربية الشمالية في اليمن فتعرب جنوب