نفس الفترة تقريبًا. لكن الأمهرية ظلت ذات لون شعبي إلى أن حاول اليسوعيون تحويل مسيحي الحبشة عن مذهبهم الديني إلى الكاثوليكية، فترجم المبشرون الوافدون العهد الجديد إلى اللغة الأمهرية ليفهمه الشعب الذي لم يكن يفهم الطقوس الجعزية في الكنيسة الأرثوذكسية. ولكن هؤلاء المبشرين طردوا من الحبشة، ولم يبدأ ازدهار اللغة الأمهرية إلا في منتصف القرن التاسع عشر. واللغة الأمهرية هي اللغة الرسمية في الحبشة، ولذا يطلق عليها هناك لسان النجاشي وتستخدم اللغة الأمهرية عند أبنائها وعند غير أبنائها باعتبارها لغة تعامل رسمي في الدولة، ونظرا للتخلف الإحصائي في الحبشة وللتمزق الداخلي يصعب تقدير عدد المتحدثين باللغة الأمهرية، ويقدر هذا العدد بما لا يقل عن ثلاثة ملايين وما لا يزيد على خمسة ملايين، واللغة الأمهرية الحالية هي لغة الصحف والكتب المدرسية في الحبشة. وقد حدثت تغيرات كثيرة في الأمهرية جعلتها تختلف عن لغة الجعز وعن باقي اللغات السامية، فلا توجد في الأمهرية من أصوات الحلق إلا الهاء والهمزة. وقد دخلت في الآونة الأخيرة ألفاظ أوربية كثيرة إلى اللغة الأمهرية بالإضافة إلى الألفاظ التي استعيرت من قبل من اللغات الإفريقية المجاورة.
وهناك عدة لغات سامية أخرى في الحبشة منها اللغة التيجرينية التي تعد أقرب اللغات السامية في الحبشة من لغة الجعز القديمة، ويقدر عدد أبناء اللغة التيجرينية بحوالي مليون ونصف. وقد أعلنت اللغة التيجرينية لغة رسمية في دستور أريتريا الصادر سنة ١٩٥٢، أي قبل استيلاء دولة الحبشة على السلطة في أريتريا. وبعض أبناء التيجرينية مسيحيون، وبعضهم مسلمون، أما لغة التيجري فهي لغة حوالي ربع مليون في الحبشة وفي إقليم كسلا في السودان، وأكثرهم من المسلمين، أما اللغة الهَرَرِيَّة فهي لغة سكان مدينة هَرَر وكلهم من المسلمين، وقد ارتبط مسلمو الحبشة وأريتريا على مر التاريخ بمصر باعتبارها مركز الثقافة الإسلامية. تعد العربية في كل هذه المناطق الإسلامية لغة الثقافة ولغة التعامل بين القبائل ذات