وترجع إلى اللغة السامية الأم. وإلى جانب هذا فهناك ألفاظ دخلت من إحدى اللغات السامية إلى لغة سامية أخرى، كأن تدخل كلمة عربية إلى الحبشية أو كلمة عبرية إلى الآرامية.. إلخ. ومعنى هذا أن البحث يتناول الألفاظ السامية المشتركة من جانب. والألفاظ الدخيلة من لغة سامية لأخرى من الجانب الآخر.
هناك مجموعة من الألفاظ المشتركة في اللغات السامية، والمقصود بذلك أن جذورها الاشتقاقية مشتركة، وليس معنى هذا أن معناها متفق في اللغات السامية المختلفة كل الاتفاق، فالتغير الدلالي ظاهرة معروفة في إطار اللغة الواحدة فضلا عنه في إطار الأسرة اللغوية الواحدة، فكلمة "لحم" تعني في العربية شيئًا مخالفًا لما تعنيه كلمة Lehem في العبرية، فالأخيرة تعني الحبز واضح أن الكلمتين العربية والعبرية من جذر اشتقاقي واحد هو ل ح م. ويتفق معنى هذا الجذر اتفاقًا بعيدًا في أن المقصود هو الأكل اليابس غير السائل، ولكن اختلاف معنى الكلمتين قد جعل كلا منهما تتخصص بمعنى آخر يوضح فكرة وحدة الأصل الاشتقاقي وتغير دلالات الكلمات المشتقة منه في اللغات السامية المختلفة. فكلمة "أهل" في العربية يقابلها في العبرية Ohel هما من أصل واحد هو همزة وهاء ولام. ولكن الكلمة العبرية تعني "الخيمة" ولا تعني أي شيء آخر، أما الكلمة العربية فتعني الأسرة عمومًا أو الزوجة بصفة خاصة. وهناك علاقة بين المعنيين يمكن تصورها بأن المجتمع البدوي أشبه وصف الخيمة أو الزوجة التي بها أو الزوجة أو الأولاد الذين بها بنفس الكلمة، لقد تغير المعنى وتحدد باختلاف دلالة الكلمة العبرية عن الكلمة العربية المقابلة لها اشتقاقًا، فلا شك أن الزوجة تختلف عن الخيمة فالمعجم الاشتقاقي للغات السامية وأية دراسة للمقابلات السامية من ناحية المفردات تبحث الكلمات التي انحدرت من أصل اشتقاقي واحد ثم يبحث مدى الاتفاق أو الاختلاف الدلالي بعد ذلك.