للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السامي القديم وهي معروفة في أكثر اللغات السامية وتعني الإله أو الرب أو السيد. ولكن استخدامها بمعنى الرجل المتزوج ارتبط بوجود كلمة "زوج" وترجع كلمة زوج إلى أصل غير سامٍ فهي من الكلمة اليونانية Zeugos التي دخلت الآرامية أول الأمر فكانت بصيغة تنتهي لا بالنهاية اليونانية os بل بالنهاية الآرامية وهي الفتحة الطويلة ولذا فالصيغة الآرامية "زوجًا" تكونت إلى جانب الصيغة غير المنتهية بأداة التعريف "زوج" ثم انتقلت هذه الكلمة الى العربية واتخذت فيها ذلك المعنى المقابل لمعنى كلمة "بعل" فالبعل هو الرجل المتزوج وزوجته هي "الزوج" وظل هذا الاستخدام سائدًا إلى أن لاحظ الأصمعي أن بعض أبناء عصره يستخدمون كلمة زوجة وأنكر الأصمعي هذه الصيغة واعتبرها لحنا١. ويمكن تفسير ظهور هذه الصيغة أحد تفسيرين: أحدهما أنها الصيغة العامية التي استمرت من الآرامية. والثاني أنها محاولة لإضافة علامة التأنيث إلى الصيغة دالة على المؤنث. وفي القرون التالية لما لاحظه الأصمعي أصبح التقابل الدلالي بين كلمة زوج الدالة على الرجل المتزوج وكلمة زوجة الدالة على المرأة المتزوجة أي أن وجود كلمتي زوج وزوجة جنبًا إلى جنب أدى إلى أن تختص الكلمة الأولى بالمذكر والثانية بالمؤنث. وبهذا المعنى استمر استخدام الكلمتين في النصوص العربية إلى اليوم.

ويعكس التحول في التسمية من "ذكر، أنثى" إلى "بعل، زوج" تحول الإنسان من الوصف البيولوجي البيسط الذي حددته الطبيعة إلى العلاقة الاجتماعية التي جعلت منه إنسانًا يسهم في تكوين الحضارة. أما التحول في "بعل، زوج" إلى "زوج، زوجة" فقد أدى إلى اختفاء كلمة بعل فلم يبق لها وجود حي في اللغة العربية إلا في بعض أسماء الأماكن في لبنان مثل بعلبك إله البقاع أو الإله باخوس وبعل شمية = إله السماء


١حول رأي الأصمعي في هذه الكلمة، انظر:
الموشح للموزباني ص٢٨٣-٢٨٤

<<  <   >  >>