للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اختلافًا بينًا عن العربية الفصحى.

وقد ذكر الهمداني إلى جانب لغة المهرة لغة أخرى تختلف عن العربية الشمالية، وهي اللغة الحميرية. فذكر أن أهل شبام أقيان والمصانع وتُخلى يستخدمون "الحميرية المحضة"١، وذكر في مواضع أخرى أن بعض القبائل تتعامل "باللسان الحميري"٢ أو بالحميرية القحة المتعقدة٣. ومن هذا كله يتضح أن القرن الرابع الهجري عرف جماعات بشرية تتعامل في اليمن بالمهرية، وأخرى باللسان الحميري، وجماعات أخرى أخذت تتعرب بعربية الشمال.

لقد كان الهمداني يعلم أن منطقة اليمن عرفت لغة أخرى غير العربية الشمالية، وأن هذه اللغة الحميرية تركت أثرًا في استخدام اليمنيين المتعربين بعربية الشمال. فعندما تحدث الهمداني عن سرور حمير وجعده ذكر أنهم: "ليسوا بفصحاء وفي كلامهم شيء من التحمير..... فيقولون: يا بن مَعَم في يا بن العم وسِمَع في اسمع"٤. وبهذا تعربت بعض الجماعات البشرية بعربية الشمال متأثرة بلغتها الأولى العربية الجنوبية.

ويبدو أن لغة بعض المناطق في اليمن في القرن الرابع الهجري كانت تتعامل بلغة قريبة من الفصحى غير أنها مولدة أي بها بعض مظاهر اللحن. يقول الهمداني: "عدن لغتهم مولدة ردية"٥، "بنو مجيد وبنو واقد والأشعر لا بأس بلغتهم"٦ "سرو ومذحج ومأرب وبيحان وحريب فصحاء، ورديء


١ الهمداني ١٣٦.
٢ الهمداني ١٣٥، السطر الأول.
٣ الهمداني ١٣٥، السطر الثالث وكذلك السطر التاسع.
٤ الهمداني ١٣٤.
٥ الهمداني ١٣٤، الثالث من أسفل.
٦ الهمداني ١٣٤.

<<  <   >  >>