ومعنى هذا أن دراسة تطور النظام الصوتي للعربية الفصحى هي دراسة صوتية تاريخية. وتطور الأبنية الصرفية ووسائل تكوين المفردات في العربية على مدى القرون مما يدخل في الدراسة الصرفية التاريخية وتطور الجملة الشرطية أو جملة الاستفهام في العربية الفصحى مما يدخل في الدراسات النحوية التاريخية والمعاجم التاريخية التي يسجل كل منها تاريخ حياة كل كلمة من كلمات اللغة من أقدم نص جاءت به متتبعًا تطور دلالتها على مر التاريخ - تعد أيضا من علم اللغة التاريخي. فالتاريخ الصوتي والصرفي والنحوي والمعجمي لأية لغة من اللغات يدخل في مجالات البحث اللغوي التاريخي، والنحو التاريخي والمعاجم التاريخية من الأركان الأساسية في علم اللغة التاريخي.
ولا يتناول تاريخ اللغات تطورها البنيوي والمعجمي فحسب، بل يبحث أيضًا تطورها وحياتها في المجتمع، فقضية انتشار لغة من اللغات والظروف التي مهدت لذلك وأثر ذلك في بنية اللغة تعد من موضوعات علم اللغة التاريخي، وارتباط اللغة بوظيفتها أو بوظائفها المختلفة في الجماعة اللغوية يؤثر بالضرورة في حياة اللغة. فهناك فرق كبير بين أن تكون اللغة لغة جماعة محدودة، أو أن تكون اللغة الرسمية في دولة عظمى، أو أن تكون لغة حضارة دولية. ودراسة مستويات الاستخدام اللغوي المختلفة في حياة كل لغة وأثر ذلك في بنيتها وأهميتها الحضارية ومكانتها بين اللغات مما يدخل في إطار علم اللغة التاريخي.