للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إفرادها ومن جهة تركيبها١ أي أنه يبحث بنية الكلمة المفردة وعلاقات الكلمات في الجملة. وظل كثير من النحويين يعدون النحو شاملا لكل هذه الدراسات، فالنحو عندهم يتناول كل ما يتعلق بالكلمة والجملة. لقد ألف ابن الحاجب، ت ٦٤٦هـ، كتاب "الكافية" في النحو ويتناول فيه القضايا الخاصة بالإعراب وبناء الجملة بينما خصص لبناء الكلمة كتابا آخر هو "الشافية" ولكنه على الرغم من هذا التقسيم ظل ابن الحاجب يعد "التصريف" قسما من النحو لا قسيما له٢.

وهناك مؤلفون آخرون استخدموا كلمة "النحو" بمدلول أضيق، فقصروا استخدام هذه الكلمة على البحث في بناء الجملة، وبهذا المعنى استقر المصطلح في القرون المتأخرة للحضارات العربية الإسلامية٣. وهناك مصطلح آخر وصف به البحث في بنية اللغة، وهو مصطلح "العربية" أو "علم العربية". لقد وصل إلينا المصطلحان في مؤلفات القرن الرابع الهجري، فابن النديم وابن فارس يستخدمان مصطلح العربية بمعنى النحو. فعندما نوقشت قضية أولية التأليف في النحو نجد عندهما العبارة التالية: أول من وضع العربية ... ٤ وظل استخدام هذين


١البحر المحيط لأبي حيان ١/ ٥-٦ وانظر كتاب: أبو حيان النحوي لخديجة الحديثي. ص٢١٣.
٢ انظر: شرح الشافية للاستراباذي، "ط محي الدين ١٩٣٩" ١/ ٦.
تعريف النحو عند الأشموني: العلم المستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي ائتلف منها. انظر: شرح الأشموني على الألفية ١/ ٥، ط النهضة بالقاهرة ١٩٥٥، ولكن مضمون البحث النحوي كما يتضح من الألفية عبارة عن أحكام الجملة والكلمة. وقد ذكر التهانوي التعريف التالي للنحو: علم يعرف به كيفية التركيب العربي صحة وسقامًا وكيفية ما يتعلق بالألفاظ من حيث وقوعها فيه، انظر: كشاف اصطلاحات الفنون، مؤلف ١١٥٨هـ، ١/ ٢٣
٣ قارن أيضا تعريفات النحو عند أبي حيان في الإدراك ط إستانبول ١٣٠٩ ص٦٦، والبحر المحيط ١/ ٥-٦، وعند ابن خلدون في المقدمة ١٢٥٤.
٤ نزهة الألباء ص٤٧. انظر الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس، ط بيروت ص٣٨، ٦٦، والفهرست لابن النديم، ط فلوجل، ص٣٩ ونفس العبارة في نزهة الألباء، "ط القاهرة، د. ت" ص٤.

<<  <   >  >>