للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقط. ولم يذكر شيئًا عن النحاة الكوفيين وكأنه لا يعترف بهم ولا يهتم بأخبارهم. لم يترجم السيرافي في كتابه لكل النحويين البصريين حتى عصره بل قصر كلامه على نحاة البصرة حتى أبي العباس محمد بن يزيد المبرد وتلاميذه، وكأنه تحرج من الترجمة لمعاصريه فلم يترجم لهم. لم يهتم السيرافي إلا بذكر الأخبار الخاصة بهؤلاء النحاة فكتابه كتاب أخبار، ولذا فهو لا يذكر عن مؤلفات هؤلاء النحاة أية معلومات ولا يشير إلى أسماء هذه المؤلفات إلا نادرًا.

أما كتاب طبقات النحويين واللغويين لأبي بكر الزبيدي، ت ٣٧٩هـ، فهو كتاب أندلسي، مؤلفه لغوي ونحوي من أهم من أنجبتهم الأندلس في علوم اللغة. وترجع أهمية هذا الكتاب إلى كونه أندلسيا، فالكتب التي ذكرناها -من قبل- كانت كلها من العراق، وتقدم لنا صورة للحياة الثقافية والعلمية لنحاة المشرق، ولكن كتاب الزبيدي اهتم إلى جانب ترجمته لنحاة المشرق بالترجمة أيضا لعلماء المغرب والأندلس في النحو واللغة، فأتى بمادة جديدة لها أهميتها في دراسة النحويين واللغويين المغاربة والأندلسيين١.


١ أطلق الزبيدي على نحاة القيروان وما حولها "القرويين".

<<  <   >  >>