للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين كانت لهم ببغداد صلة مولد أو دراسة أو إقامة١، ولذا يضم الكتاب تراجم لعدد كبير من أعلام الحضارة الإسلامية حتى عصره؛ فما أكثر من كانت لهم صلة ببغداد حتى القرن الخامس الهجري. ويلاحظ في ترجمة الخطيب البغدادي للنحويين واللغويين أنه اعتمد على مصادر شفوية بجانب أخذه عن المؤلفات السابقة عليه في هذا المجال، وقد اهتم في المقام الأول بذكر الأخبار الخاصة بكل نحوي أو لغوي أتى بترجمته، وقد جاءت هذه الأخبار مزودة بأسانيدها المفصلة، فكتابه في الأخبار وليس في حصر المؤلفات وتصنيفها. ومن هذا الجانب يختلف كتاب "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي عن كتاب "الفهرست" لابن النديم.

أما كتاب "نزهة الألباء في طبقات الأدباء" لابن الأنباري فهو كتاب موجز لخص المادة التي وجدها في الكتب السابقة عليه مثل الفهرست لابن النديم وتاريخ بغداد، ولكن ابن الأنباري حذف كثيرًا من أسانيد الأخبار التي وجدها في تاريخ بغداد.

ولا يكاد كتاب نزهة الألباء يقدم مادة جديدة بخصوص النحويين واللغويين الذين جاءت ترجمتهم في المصادر التي ألفت قبل ابن الأنباري. ولكنه أضاف


١ يقول الخطيب البغدادي "...... بدأنا بذكر الصحابة مفردًا عمن سواهم، أما التابعون ومن بعدهم فإنا سنورد أسماءهم في جملة البغداديين عند وصولنا إلى ذكر كل واحد منهم إن شاء الله تعالى، وهذه تسمية الخلفاء والأشراف والكبراء والقضاة والفقهاء والمحدثين والقراء والزهاد والصلحاء والمتأدبين والشعراء من أهل مدينة السلام الذين ولدوا بها أو بسواها من البلدان ونزلوها، وذكر من انتقل عنها ومات ببلدة غيرها، ومن كان بالنواحي القريبة منها ومن قدمها من غير أهلها..... ألفته أبوابًا مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم وبدأت منهم بذكر من اسمه محمد تبركًا..... ولم أذكر من محدثي الغرباء الذين قدموا مدينة السلام ولم يستوطنوها، سوى من صح عندي أنه روى العلم بها...... غير نفر يسير عددهم عظيم عند أهل العلم محلهم ثبت عندي ورودهم مدينتنا ولم أتحقق تحديثهم بها، فرأيت أن لا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم وعلو أقدارهم" تاريخ بغداد ١/ ٢١٢- ٢١٣.

<<  <   >  >>