للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إياك وغلول الكتب. قيل: وما هو؟ قال: حبسها١.

وقال الفضيل بن عياض: ليس من فعل أهل الورع. ولا من فعال العلماء أن يأخذ سماع رجل وكتابه فيحبسه عليه، ومن فعل ذلك؛ فقد ظلم نفسه٢.

ويروى عن الجاحظ في هذا المقام هذان البيتان:

أيها المستعير مني كتابًا ... ارض لي فيه ما لنفسك ترضى

لا ترى ردًا ما أعرتك نقلًا ... وترى رد ما استعترك فرضا٣

وأنشد بعضهم:

أيها المستعير مني كتابًا ... إن رددت الكتاب كان صوابا

أنت والله إن رددت كتابًا ... كنت أعطيته أخذت كتابا٤

وقد كتب أبو بكر أحمد بن الحسين القطان على ظهر كتابه:

يا مستعير كتابي إنه علق ... بمهجتي علق المحبوب بالمهج

انسخ واردده في حل وفي سعة ... وأنت في حبسة في أضيق الحرج٥

وكره العلماء أن يجعل المستعير ما استعاره رهنا لدين، أوأن يعيره لغيره إلا بإذن مالكه، أو أن يكتب في هامشه وحواشيه؛ إلا إذا أذن له المعير، وغير ذلك٦.


١و٢ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة ٤٨: ٢ فقرة ٤٨٣و ٤٨٦.
٣ المرجع السابق ورقة ٤٨: ب فقرة ٤٨٨.
٤ الجامع لأخلاق الراوي ورقة ٤٨ فقرة ٤٩٤.
٥ المرجع السابق ورقة ٤٩: آ - ب فقرة ٤٩٨.
٦ انظر كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي مخطوط بليدة الإسكندرية ورقة ٤٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>