للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يعفى المعروفون من العلماء وأفاضل الناس من ذلك، وكانت الإعادرة تقيد بمدة معينة ليس للمستعير أن يتجاوزها١، وعلى المستعير أن يحرص على ما يستعيره ويحافظ عليه حرصه ومحافظته على ماله.

وبهذا فقد أدت المكتبات الإسلامية رسالتها فيما مضى، وحققت الغايات النبيلة السامية من إنشائها واستمرارها؛ فكان لها الفضل العظيم في حفظ التراث العلمي، ونشره وتعميمه، وتسهيل التبادل الثقافي، وكست المعرفة، وتعميق الاطلاع، وتثقيف الناشئة، والأخذ بأيدي طلاب العلم إلى ماورده وينابيعه، والكشف عن كنوزه وأسرراه؛ فقامت المكتبات الإسلامية- بحق- بما تقوم به اليوم المؤسسات العلمية والجامعات بما لديها من مختلف وسائل المعرفة الحديثة بما يناسب روح العصر ووسائله.

ففي المكتبة العامة الحديثة في هذا العصر قاعة كبيرة تتسع أحيانًا لمئات القراء فيها المقاعد المنتظمة، تحمل أرقامًا مسلسلة. وفي القاعة مسؤول أو أكثر، يطلب الكتاب في الاستعارة الداخلية عن طريق هؤلاء الموظفين، ويسترشد بهم. وللمكتبة أمين خازن أو محافظ وهو رأس المكتبة، يساعده في عمله عدد من المساعدين والموظفين، وفيها المناولون وهم همزة الوصل بين مخازن المكتبة والقراء.

وفي المكتبة اليوم قاعة كبيرة للمؤلفين والباحثين تضم أمهات المصادر والمراجع تكون قريبة منهم وفي متناول أيديهم٢، وقد ترى


١ انظر تاريخ التربية الإسلامية ص١٥٦.
٢ كدار الكتب المصرية بالقاهرة ومكتبة الأزهر، ودار الكتب الظاهرية، ودار الكتب الوطن وغيرها.

<<  <   >  >>