للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكبرى لما فيه من الفوائد الجليلة، في مختلف علوم الشريعة واللغة، ومن ثم؛ فقد كانت تلك الروح الغالبة على تفسير الزمخشري السبب الأول في تصدي كثير من المفسرين وغيرهم للرد عليه ردًا عنيفًا في كثير من المسائل الاعتقادية التي خالف فيها المعتزلة أهل السنة١. ومما تجب الإشارة إليه أنه ذكر في نهاية كل سورة حديثًا في فضلها وثواب قارئها؛ إلا أن جل ما ذكره ضعيف أو موضوع. وقد طبع هذا التفسير في أربعة أجزاء كبيرة، وطبع على هامشه عدة كتب، منها كتاب "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف" للإمام شيخ الإسلام شهاب الدين بن حجر العسقلاني "- ٨٥٢هـ". وذلك سنة "١٣٦٥هـ -١٩٤٦م".

بتحقيق مصطفى حسين أحمد؛ ولهذا التفسير طبعات أخرى.

٦- البحر المحيط:

للإمام النحوي المفسر أثير الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي "ابن حيان" الأندلسي الشهير بأبي حيان "٦٥٤ - ٧٤٥هـ" يُعَدُّ هذا الكتاب المرجع الأول للوقوف على وجوه إعراب ألفاظ القرآن الكريم؛ حتى إنه أكثر من المسائل النحوية وذكر الخلاف بين أهلها، ولم يقصر أبو حيان في ذكر وجوه القراءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، ومذاهب الفقهاء، وأقوال السلف، وكثيرًا ما يحيل على كتب الفقه والنحو، ويذكر ما في الآيات من علم البيان والبديع؛ فيبدأ بذكر مفردات الآية جملة، ويبين جميع ما أسلفنا من نحو وفقه وبيان، ثم يشرحها بعبارة موجزة بليغة، كما أنه ينقل أحيانًا عن بعض مؤلفات من سبقه؛ فجاء تفسيره جامعًا ولو غلبت عليه الناحية النحوية٢.


١ انظر التفسير والمفسرون ص٤٥٤ - ٤٧٤ ج١.
٢ طبع الطبعة الأولى في ثماني مجلدات كبيرة سنة ١٣٢٨- ١٣٢٩هـ في مطبعة السعادة بمصر وطبع على هامشه تفسيران موجزان "النهر الماد من البحر" لأبي حيان و "الدرر اللقيط من البحر المحيط" لتلميذ أبي حيان الإمام تاج الدين أبي محمد أحمد بن عبد القادر القيسي النحوي "٦٨٢ - ٧٤٩هـ".

<<  <   >  >>