للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- مفاتيح الغيب:

للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن الرازي "٥٤٤ - ٦٠٦هـ"، هذا التفسير كبير ضخم طبع في اثنين وثلاثين جزءًا، يعد من أكبر كتب التفسير بالرأي؛ بل أكبرها، وهو كتاب جليل جامع، يمتاز على غيره بالأبحاث الفياضة في شتى العلوم، يذكر مناسبة السورة مع غيرها، ثم يذكر المناسبات بين الآيات١، كما يكثر من الاستطراد في العلوم الكونية وعلم الكلام، ويعرض لأقوال الفلاسفة ويناقشها ويردها بما يتفق ومذهب أهل السنة "منتصرًا للأشاعرة"٢، ويكثر الاستنباط والكشف عن أسرار الآيات؛ فكثيرًا ما يقول "الاستنباطات العقلية لسورة كذا.." ولا يكاد يمر بآية من آيات الأحكام إلا ويعطيها حقها من البحث وذكر مذاهب الفقهاء واستنباطاتهم وأدلتهم، وقد يدعوه البحث إلى الاستطراد في بعض المسائل الأصولية والنحوية والبلاغية ويتوسع فيها توسعًا غير


١ انظر على سبيل المثال سورة الفاتحة في تفسير {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
٢ إنه لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة؛ فيذكر أقوالهم ويفندها ويرد عليها، ويستفرغ وسعه في عرض دليل الخصم ومذهبه، ثم يرد عليه؛ ولكن بعضهم يرى أن رده لا يكون كافيًا شافيًا. انظر لسان الميزان ص٤٢٧ ج٤ وقارن ب "التفسير والمفسرون" ٢٩٤ ج١.
وقال ابن تيمية في صنيع الرازي: ".. وينصر الإسلام وأهله في مواضع كثيرة، كما يشكك أهله ويشكك غير أهله في أكثر المواضع. وقد ينصر غير أهله في بعض المواضع؛ فإن الغالب عليه التشكيك والحيرة، أكثر من الحزم والبيان." مجموع فتاوى ابن تيمية من ٢١٣ - ٢١٤ ج١٦.

<<  <   >  >>