للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مخل، كما أنه لم يقصر في تفنيد مذاهب وأقوال بعض الفرق الضالة في مواضعها المناسبة من كتابه،.. وغير ذلك مما رأى الرازي أنه يستوفي الغرض المطلوب من تفسيره؛ ولكن المنية اخترمت الإمام الرازي قبل أن يتم تفسيره؛ فأتمه بعض من جاء بعده، متبعًا أسلوبه ومنهجه، من غير أن يشير إلى الموضع الذي انتهى إليه الرازي؛ لهذا اجتهد العلماء في تحديد ذلك والوقوف عليه. طبع الكتاب كاملًا مرارًا وحقق إحدى طبعاته الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد سنة "١٣٥٢هـ"١.

٨- فتح القدير في الجمع بين الرواية والدراية في التفسير:

للإمام المحدث المفسر الفقيه محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني"١١٧٣ - ١٢٥٠هـ". وهذا الكتاب من أحسن الكتب التي جمعت بين التفسير بالدراية والتفسير بالرواية٢، ويعد أصلًا من أصول التفسير، وقد استفاد من كتب السابقين وأضاف عليها، واجتهد في بعض المسائل، وخالف بعض العلماء فيها، وطريقته في التفسير أنه يذكر الآيات، ثم يفسرها تفسيرًا معقولًا، وكثيرًا ما ينقل عن أصحاب كتب التفسير، ويذكر القراءات المتعددة وقراءها. كما


١ درس أخونا الأستاذ محمد صالح الزركان رحمه الله الإمام الرازي دراسة وافية في رسالته "الرازي وآراؤه الفلسفية والكلامية" التي نال بها درجة الماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وقد طبعت سنة ١٣٩٢هـ - ١٩٧٢م بدار الفكر في بيروت.
٢ عَدَّ بعض المؤلفين هذا الكتاب في جملة كتب التفسير التي صنفها علماء الزيدية من الشيعة؛ ولكنك لن ترى فيه ما يخرج عن عقيدة السلف، ولن ترى فيه أي تعصب للزيدية، وقد أشار الأستاذ محمد حسين الذهبي إلى أن هذا الكتاب لا يعطي الصورة الواضحة للتفسير عند الإمامية الزيدية. انظر التفسير والمفسرون ص٢٩٩ ج٢.

<<  <   >  >>