للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جيرانهم ولا يلعمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والله ليعلمن قوم جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة"، ثم نزل. فقال قوم: من ترونه عني بهؤلاء؟ قال: الأشعرين: هم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه١ والأعراب؛ فبلغ ذلك الأشعرين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله ذكرت قومًا بخير وذكرتنا بشر فما بالنا؟ فقال: "ليعلمن قوم جيرانهم، وليثقفنهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا" فقالوا: يا رسول الله أنفطن٢ غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم؛ فأعادوا قولهم أنفطن غيرنا؟ فقال ذلك أيضا؛ فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ} ٣.

لقد بين هذا الحديث مسؤولية العلماء، كما بين واجب من لا يعلم.


١ المقصود بأهل المياه من يتتبع الأرض الخصبة طلبًا للمرعى وللماء.
٢ أنفطن اي انفهم غيرنا ونوقظ همته.. ونوقظ هذا.
٣ مجمع الزوائد ص ١٦٤ ج١ وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير، وفيه بكير بن معروف قال البخاريارم به، ووثقه احمد في رواية وضعفه في أخرى، وقال ابن عدي ارجو أنه لا بأس به؛ فالحديث فيه لين. وأخرجه المنذري في الترغيب والترهيب بلفظ عن إشارة إلى أنه وجد من صحيح الحديث أو حسنه ممن أخرجه.
انظر الترغيب والترهيب ج١ ص ٨٦ - ٨٧ وقارن بالصفحة ٣ منه.

<<  <   >  >>