للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- المخصص:

للشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده "٤٥٨هـ" من أقدم ما صنف في فقه اللغة وفي معاجم المعاني١؛ فإنه يذكر لفظ المعنى الذي يدور في الخلد، وقد قسم معجمه إلى عدد من الكتب ككتاب خلق الإنسان، والغرائز، والنساء ... والسلاح والخيل والإبل والغنم والوحوش.. والدهور والأهوية والرياح والماء والنخيل ... وقسم كل كتاب إلى


١ صنف قبل ابن سيدة كثير من العلماء في معاجم المعاني، ومن أشهر هذه المصنفات "فقه اللغة وسر العربية": لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "٣٥٠ - ٤٢٩هـ"، وقد استقى الثعالبي مادة كتابه واختارها من كتب أئمة اللغة الذين سبقوه مثل الخليل والأصمعي، وأبي عمرو الشيباني والكسائي، والفراء. وأبي زيد، وأبي عبيدة وأبي عبيد، وابن الأعرابي، والنضر بن شميل، وأبو العباس وابن دويد ونفطوية وابن خالوية، والخارزنجي والأزهري، ومن سواهم من ظرفاء الأدباء؛ فجاء كتابه جامعًا غزير المادة. وقد جعله في قسمين. الأول في "فقه اللغة" والثاني في "سر العربية" وهو "في مجاري كلام العرب وسننها والاستشهاد بالقرآن على أكثرها".
ويهمنا من كتابه القسم الأول الذي جعله في ثلاثين بابًا: الأول منها في "الكليات" والأخير "في فنون مختلفة الترتيب في الأسماء والأفعال والصفات" وبينهما أبواب كثيرة في صغار الأشياء وكبارها، وفي الطول والقصر، وفي اليبس واللين ... إلخ، وقسم كل باب إلى فصول، ومما يتميز به هذا الكتاب عزو ما ينقله إلى أصحابه. ومثال هذا ما جاء في الباب الحادي عشر "فصل في تفصيل الصلع وترتيبه" "إذا انحسر الشعر عن جانبي جبهة الرجل فهو أنزع؛ فإذا زاد قليلًا فهو أجلح؛ فإذا بلغ الانحسار نصف رأسه فهو أجلى وأجله -بفتح اللام- فإذا زاد فهو أصلع؛ فإذا ذهب الشعر كله فهو أحص". "والفرق بين القرع والصلع أن القرع ذهاب البشرة والصلع ذهاب الشعر منها". "فقه اللغة ص١١٢". وفي فصل الشجاعة "فصل ترتيب الشجاعة عن ثعلب ابن الأعرابي، =

<<  <   >  >>