للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اجتازها النوع الإنساني في هذا المظهر١.

ومن أدلتها كذلك ما تقرره بصدد خصائص اللغة الإنسانية في مراحلها الأولى يتفق مع ما نعرفه عن خصائص اللغات في الأمم البدائية؛ ففي هذه اللغات تكثر المفردات التي تشبه أصواتها أصوات ما تدل عليه, ولنقص هذه اللغات وسذاجتها وإبهامها, وعدم كفايتها للتعبير, لا يجد المتكلمون بها مناصًا من الاستعانة بالإشارات اليدوية والجسمية في أثناء حديثهم؛ لتكملة ما يفتقر إليه من عناصر وما يعوزه من دلالة٢, ومن المقرر أن هذه الأمم لبعدها عن تيارات الحضارة, وبقائها بمعزل عن أسباب النهضة الاجتماعية، تمثل إلى حد كبير النظم الإنسانية في عهودها الأولى.


١ يطلق على هذه النظرية اسم نظرية "هيكل Haeckel، أو "نظرية التلخيص العام" وقد تكلمنا عليها بتفصيل في كتابنا: "عوامل التربية" صفحات ١٢٣-١٢٩.
هذا، وسندرس بتفصيل في الفصل الثاني نشأة اللغة عند الطفل وتطورها, ومبلغ تمثيلها لمراحل اللغة الإنسانية.
٢ انظر صفحة ٨٣ والتعليق الثالث من تعليقاتها.

<<  <   >  >>