للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسميت هذه الطائفة من اللغات "بالمتصرفة" لتغير أبنيتها بتغير المعاني، و"بالتحليلية" لما تتخذه حيال الجملة من تحليل أجزائها وربطها بعضها ببعض بروابط تدل على العلاقات.

القسم الثاني: اللغات اللصقية أو الوصلية: Agglutinantes ou Agglomerrantes ou Synthetiques: ويمتاز هذا القسم من ناحيتي المورفولوجيا والسنتكس, بأن تغير معنى الأصل وعلاقته بما عداه من أجزاء الجملة يشار إليهما بحروف تلصق به, وتوضع هذه الحروف أحيانًا قبل الأصل, فتسمى: "سابقة Prefixes"، وأحيانًا بعده فتسمى "لاحقة١ Suffixes", وبعض هذه الحروف ليس له دلالة مستقلة، ولكن معظمها كان في الأصل كلمات ذات دلالة, ثم فقدت معانيها وأصبحت لا تستخدم إلّا مساعدة للدلالة على تغير معنى الأصل الذي تلصق به, أو للإشارة إلى علاقته بما عداه من أجزاء الجملة, ومن أشهر لغات هذه الفصيلة اللغة اليابانية واللغة التركية, وبعض لغات الأمم البدائية؛ كلغة الأيروكويين٢ lroquois, والبنتوين٣ Bantous.

وسميت هذه اللغات "باللصقية" أو "الوصلية" للطريقة التي تتبعها


١ يختلف هذا الأسلوب باختلاف اللغات, فبعض اللغات اللصقية تستخدم الحروف "السابقة" كاللغة البنتوية، وبعضها يستخدم الحروف "اللاحقة" كالتركية, فمنزل في التركية مثلًا يقال له: أو Ew، فإذا أردت أن تقول خارج المنزل ألصقت بآخره دالًا مكسورة, ونونًا للدلالة على المجاوزة؛ فتقول: أودن Ewden، وإذا أردت جمعه ألصقت بآخره لامًا مكسورة وراء, فتقول: أولر Ewler، وإذا أردت أن تقول: خارج المنازل, ألصقت بالجمع الدال والنون الدالتين على المجاورة, فتقول أولردن Ewlerden.
وقد تجتمع الطريقتان في لغة واحدة, فتستخدم أحيانًا الحروف السابقة, وأحيانًا الحروف اللاحقة.
٢ عشائر من الهنود الحمر "السكان الأصليين لأمريكا الشمالية", وقد يلحق بالأصل الواحد في لغتهم عدد كبير من هذه الحروف للدلالة على كثير من العلاقات والمعاني، فتصبح الكلمة الواحدة كثيرة الأصوات كبيرة المدلول؛ فقد روى العلامة ريبو, أنه توجد في لغتهم كلمة واحدة تدل على ما يأتي: "اطلب نقودًا من هؤلاء الذين جاءوا ليشتروا مني الأقمشة, ويكثر كذلك هذا النوع من الكلمات الطويلة بلغة الإسكيمو V Ribot op cit ٨٩.
٣ يطلق هذا الاسم على سكان القسم الجنوبي بأفريقيا الاستوائية "ما عدا قبيلتي الهوتانتوت والبوشيمان Hottentots Bochimaans, وترجع لغاتهم إلى فصيلة واحدة على الرغم من اختلاف أصولهم الشعبية.

<<  <   >  >>