للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيال الأصل؛ إذ تلصق به حروفًا زائدة عن حروفه, لتوضيح المعنى المقصود منه, أو للإشارة إلى علاقته بما عداه من أجزاء الجملة.

القسم الثالث: اللغات غير المتصرفة Mono-syllabiques, أو "العازلة" lsolantes: ويمتاز هذا القسم من ناحية "المورفولوجيا"، بأن كلماته غير قابلة للتصرف, لا عن طريق تغيير البنية ولا عن طريق لصق حروف بالأصل، فكل كلمة تلازم صورة واحدة وتدل عل معنى ثابت لا يتغير, ويمتاز من ناحية "السنتكس" بعدم وجود روابط بين أجزاء الجملة للدلالة على وظيفة كل منها وعلاقته بما عداه، بل توضع هذه الأجزاء بعضها بجانب بعض، وتستفاد وظائفها وعلاقاتها من ترتيبها أو من سياق الكلام, ويدخل في هذا القسم اللغة الصينية وكثير من لغات الأمم البدائية.

وسميت هذه اللغات بغير المتصرفة؛ لأن كلماتها لا تتصرف ولا يتغير معناها "بالعازلة"؛ لأنها تعزل أجزاء الجملة بعضها عن بعض, ولا تصرح بما يربطها من علاقات.

ويرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة الإنسانية في مبدأ نشأتها كانت من النوع الثالث "اللغات غير المتصرفة"، ثم ارتقت إلى النوع الثاني "اللغات اللصقية"، ولم تصل إلى حالة النوع الأول "اللغات المتصرفة" إلّا في آخر مرحلة قطعتها في هذا السبيل, غير أن بعض اللغات الإنسانية قد وقفت في نموها فلم تتجاوز المرحلة الأولى كاللغة الصينية، أو لم تتجاوز المرحلة الثانية كاليابانية والتركية.

ويستدل على صحة هذه النظرية بأدلة مستمدة من لغة الطفل ولغات الأمم البدائية, على النحو الذي تقدَّم شرحه في النظريات السابقة.

ولكن ليس من بين أدلتها ما ينهض برهانًا قاطعًا على صحتها, بل قامت أدلة كثيرة على خطئها, فمن ذلك أن الأساليب الثلاثة التي تعرض

<<  <   >  >>