لها "التصرف واللصق والعزل" توجد مجتمعة في كل لغة إنسانية، وأنه من المتعذر أن نعثر على لغة عارية عن أسلوب منها.
فاللغة العربية، كما يوجد بها مظاهر من أسلوب التصرف والتحليل كما تقدم، يوجد بها مظاهر كثيرة من الأسلوبين الآخرين؛ فهي تسير على طريقة اللصق بالحروف "اللاحقة" و"السابقة" في حالات كثيرة؛ كجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم والتعدي بالهمزة "قائم قائمون, زينب زينبات, قام على، وأقام على الصلاة" ... وهلم جرا. وتسير كذلك على طريقة العزل في كثير من التراكيب؛ فبعض الجمل الاسمية والجمل الفعلية لا ترتبط عناصرها بعضها ببعض بأي رابطة ملفوظ، وإنما تفهم العلاقة بينها من ترتيبها أو من السياق مثل "ضرب موسى عيسى"، وجميع الجمل على هذا النحو في اللغات العامية المتشعبة عن العربية، فقد تجردت جميعها من علامات الإعراب الدالة على وظائف الكلمات, وعلاقة أجزاء الجملة بعضها ببعض.
وكذلك جميع اللغات الهندية - الأوربية. فالإنجليزية والفرنسية مثلًَا تسيران أحيانًا على طريقة التصريف والتحليل.
Je vois, je voyais, je vis, nous voyons, la vue, vous voyez que la Linguistique est une science sociale.
l see, l saw, l have seen, to see, the sight, you see that the Science of Languages is a social one
وتسيران أحيانًا على طريقة اللصق:
j a joute, Jajouterai - tigre, tigresse
l care, l cared - cariful, carefulness
وتسيران أحيانًا على طريقة العزل:
Tom beats Dick- pierre bat Paul
"ففي هذه الجملة لا يميز الفاعل من المفعول إلّا مجرد ترتيبه".
ومثل هذا يقال في جميع اللغات الإنسانية, فلسنا إذن بصدد فصائل لغوية متميزة، بل بصدد أساليب مستخدمة في جميع اللغات.