للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتألف هذا النوع من أصوات مبهمة "تشبه أصوات الحيوان وأصوات مظاهر الطبيعة" وأصوات لين "وهي التي نرمز إليها بحروف المد" مختلطة أحيانًا ببعض أصوات ذات مقاطع "وهي التي نرمز إليها بالحروف الساكنة".

وقد حاول العلامة شترن Stern، على ضوء ما قام به في هذا الصدد من ملاحظات وتجارب أن يعيِّنَ نوع الصوت الذي يظهر في كل حالة من الحالات الانفعالية المشار إليها، فانتهى بحثه إلى نتائج كثيرة، منها أن حروف اللين مكررة تعبر عن السرور والحزن، وأن الميم والنون تعبران عن كل ما له علاقة بالأمور الداخلية "الجوع, الرغبة ... إلخ", وأن الباء والدال والتاء تعبر عن كل ما له علاقة بالعالم الخارجي, غير أن التحقق من صحة هذه النتائج يحتاج إلى استقراء كبير يتعذر إجراؤه, هذا إلى أن كل ما يقال بهذا الشأن تقريبي؛ لأن الأصوات التي نحن بصدد الكلام عليها يتألف معظمها -كما سبقت الإشارة إلى ذلك- من أصوات مبهمة يصعب تحديد ما يشبهها من أصوات اللغة.

هذا، ويصحب انفعالات الطفل كذلك طائفة من المظاهر الجسمية المرئية؛ كصفرة الوجه وحمرته, ووقوف شعر الرأس, وضيق الحدقة واتساعها, وفتح الفم, وانقباض عضلات الوجه وانبساطها, وتفتح الأسارير وانكماشها ... وهلم جرا. وهذه المظاهر قائمة على الأسس الطبيعية نفسها القائمة عليها الأصوات الوجدانية, وتصدر دائمًا مصاحبة لهذه الأصوات, فهي فطرية غريزية تصدر من الطفل بدون سابق تجربة ولا تعليم, ويثيرها بطريقة آلية ما يتلبس به الطفل من انفعال.

٢- الأصوات الوجدانية الإرادية: وهي أصوات النوع السابق حينما يستعملها الطفل استعمالًا إراديًّا, وذلك أن الأصوات الوجدانية الفطرية التي تقدمت الإشارة إليها يدرك المحيطون بالطفل مصادرها ومثيراتها, فيعملون على وقفها بتحقيق ما يعوز الطفل وقضاء ما يحتاج إليه, ومن تكرار سلوكهم هذا، يدرك الطفل أن هذه الأصوات من شأنها أن ترغم الكبار على تحقيق رغباته، فيلفظها أحيانًا

<<  <   >  >>