بشكل إرادي قاصدًا بها التعبير عن حالة قائمة به, أو عن مطلب من مطالبه، فتراه مثلًا يتعمد البكاء أو الصراخ، أو يتمادى فيهما بشكل إرادي حتى تحمله مربيته أو ترضعه أو تبعد عنه هنة لا يريدها ... وهلم جرا. وتسمى حينئذ هذه الأصوات "الأصوات الوجدانية الإرادية".
وما يتخذه حيال الأصوات يتخذه أحيانًا حيال الحركات الجسمية المعبرة عن الانفعالات؛ فقد يقوم ببعض هذه الحركات بشكل إرادي, قاصدًا بها التعبير عما يساوره من انفعال, أو يبغي تحقيقه من رغبة, فقد يتعمد مثلًا تقطيب وجهه, أو تحريك يديه حركات عنيفة للتعبير بشكل إرادي عن غضبه، وقد يتعمد قبض عضلات الوجه للتعبير عن كراهيته لشيء, أو اشمئزازه منه ... وهلم جرا.
وهو في الحالين "حالة الصوت الإرادي, وحالة الحركات الإدارية" يحاكي نفسه في حالتها الفطرية، فيمثل بشكل إرادي ما يصدر عنه عادة بشكل آلي فطري.
٣- أصوات الإثارة السمعية: وهي أصوات فطرية غير تقليدية, تصدر من الطفل في شهوره الأولى حينما يسمع بعض الأصوات؛ ففي هذه المرحلة نرى أن سماع الطفل لبعض الأصوات "وبخاصة الأصوات المرتفعة" يثير أعضاء صوته ويجعلها تلفظ بشكل آلي أصواتًا غير تقليدية "أي: لا تحاكي الأصوات المسموعة" شبيهة بأصواته الوجدانية التي أشرنا إليها فيما سبق, ويحدث هذا عند سماعه أحد المحيطين به يناغيه أو يتحدث بصوت مرتفع، أو عند سماعه صوت حيوان أو آلة موسيقية ... وهلم جرا.
ويظهر هذا النوع من الأصوات لدى الطفل في سن مبكرة, فقد لاحظ الأستاذ "جويوم Guillaume" أن "بول" ولما يتجاوز الشهر الثاني، تصدر منه هذه الأصوات عندما تكلمه أمه, أو يكلمه هو بعبارات طويلة، وأنه عندما بلغ الشهر الثالث كان صوت "البيانو" يثير