للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعضاء نطقه, فتلفظ أصواتًا مبهمة لا تحاكي في شيء النغم الموسيقي الذي يسمعه، وأن بنته "لويز" وسنها شهران ونصف، كانت الأصوات التي تلفظها في أثناء مناغاته لها أشبه شيء بإجابات على حديثه، فكانت تلفظ هذه الأصوات كلما توقف هو عن الحديث, أو انتهت عبارة من عباراته، وأن حالتهما كانت شبيهة بحالة شخصين يتحدثان محادثة منظمة, وقد لاحظ هذه الظاهرة نفسها على ابنتي عفاف في سن مبكرة؛ ففي اليوم الثاني من شهره الثالث "٢٧/٣/ ٣٤" أثارت مناغاتي لها أعضاء نطقها, فأخذت تلفظ أصواتًا مبهمة مصحوبة بالابتسام وحركات الأطراف.

ومن هذا النوع من الأصوات ما يسمونه: "العدوى الصوتية", التي تبدو عند الأطفال إذا ضمهم مكان واحد، والتي تلازمهم في معظم مراحل طفولتهم؛ يصوت الوليد منهم فيثير صوته أصوات زملائه، ويبكي فيبكي لبكائه الآخرون١.

ويتألف هذا النوع، كما يتألف النوعان السابقان، من أصوات مبهمة "تشبه أصوات الحيوان ومظاهر الطبيعة" وأصوات لين "وهي التي نرمز إليها بحروف المد" مختلطة أحيانًا ببعض أصوات ذات مقاطع "وهي التي نرمز إليها بالحروف الساكنة".

وقد ثبت أن هذه الأصوات ليست إرادية ولا تقليدية، بل فطرية آلية تصدر بدون تدخل إرادة الطفل ولا تتجه إلى محاكاة أمر ما, وهي قائمة على أسس طبيعية شبيهة بالأسس القائمة عليها الأصوات الوجدانية. فكما أن تلبس الطفل بحالة انفعالية يثير أعضاء صوته، فتتحرك بشكل آلي وتلفظ الأصوات الوجدانية السابق ذكرها، كذلك سماع الطفل في هذه المرحلة لبعض الأصوات، فإنه يثير أعضاء نقطه فتتحرك بشكل آلي وتلفظ الأصوات التي نحن بصدد الكلام عنها. فكلا


١ وقد لاحظ الأستاذ بلانتون أن هذه العدوى الصوتية لا تظهر قبل نهاية الشهر الأول.

<<  <   >  >>