النوعين فطري آلي قائم على روابط طبيعية, وكل ما بينهما من فرق ينحصر في أن الأول مؤسس على روابط طبيعية تربط أعضاء الصوت بحالات الجسم والنفس بطريقة تجعل هذه الأعضاء تتحرك بشكل آلي وتلفظ أصواتًا خاصة عند وجود حالة من هذه الحالات، على حين أن الثاني قائم على روابط طبيعية تربط جهاز السمع بجهاز الصوت بطريقة تجعل أعضاء الجهاز الثاني تتحرك بشكل آلي, وتلفظ أصواتًا مبهمة عند وصول أصوات إلى الجهاز الأول.
٤- أصوات التمرينات النطقية Exercices vocaux, أو "اللعب اللفظي" Jeu vocal أو "اللغط" Babillage:
يظهر لدى الطفل -حوالي الشهر الخامس- ميل فطري إلى اللعب بالأصوات وتمرين أعضاء النطق, فيقضي فترات طويلة من وقته في إخراج أصوات مركبة متنوعة, عارية عن الدلالة, وعن قصد التعبير, وقد سمى الباحثون هذا النوع من الأصوات بالتمرينات النطقية أو اللعب اللفظي أو اللغط١.
وينتظم هذا النوع جميع الأصوات المدية والمقطعية "حروف اللين والحروف الساكنة", التي يمكن أن تلفظها أعضاء النطق الإنساني, ولذلك كثيرًا ما نجد من بينها أصواتًا غريبة عن اللغة التي ينطق بها آباء الطفل, فكثيرًا ما يرد فيما يلفظه أطفالنا المصريون من هذا النوع أصوات لا وجود لها في لغتنا، كالأصوات التي يرمز إليها في الفرنسية بهذه الحروف V, P, eu
وقد لاحظ الأساتذة: رونجات وميرينجير وجوتمان Ronjat, Maringer, Gutzman أن من بين الأصوات التي يلفظها أطفال الأوروبيين في هذه المرحلة أصواتًا لا يوجد لها نظير إلّا في لغات
١ قد يظهر النوع من الأصوات عند بعض الأطفال قبل الشهر الخامس، فقد لاحظته عند ابنتي عفاف في أوائل الشهر الثالث -ابتداء ظهوره لديها يوم ٢٧-٣-٣٤، وظهر عند ابني إقدام, في أوائل الرابع "ابتدأ ظهوره لديه يوم ٧-١٢-٤٠، وقد ولد يوم ٢٧ أغسطس سنة ١٩٤٠".