مظهرية الصوتي والحركي "البكاء، الصراخ، الضحك، الابتسام، انقباض الأسارير وانبساطها، إحمرار الوجه، إصفراره، ارتعاش الجسم، وقوف شعر الرأس.. وهلم جرا", وتختلف هذه التعبيرات في موعد ظهورها؛ فأول ما يظهر من أنواعها الصوتية الأصوات الدالة على الألم الجسمي وعلى الجوع, وما إلى ذلك، ثم تظهر بعد ذلك -في أواخر الشهر الثاني تقريبا- الأصوات المعبرة عن الألم النفسي؛ كأصوات الحزن والإخفاق وضيق الصدر ... ، أما الأصوات المعبرة عن الحالات السارة جسميها ونفسيها؛ كالفرح والطمأنينة والارتواء والشبع, فلا تبدو إلّا في منتصف هذه المرحلة أو في أواخرها, وتسير التعبيرات الحركية في مواقيت ظهورها على سنن قريب من التعبيرات الصوتية.
وتبدو لدى الطفل كذلك في هذه المرحلة مظاهر "التعبير الوجداني الإرادي"، فكثيرًا ما يتعمد الصبي في شهوره الأولى محكاة تعبيره الطبيعي؛ ليقف المحيطين به على حالة وجدانية متلبس بها، أو ليحملهم على تحقيق رغبة من رغباته "يتعمد مثلًا الصراخ أو البكاء ليقضي له مطلب ما".
ويبدو لديه كذلك في أواخر هذه المرحلة بعض مظاهر من التعبير عن المعاني عن طريق الإشارة؛ فكثيرًا ما يلجأ إلى الإشارات اليدوية والجسمية للتعبير عما يهمه التعبير عنه، كأن يمد يده ويضم أصابع كفه للإشارة إلى شخص بالدنو منه، وكأن يدفع شخصًا بيده للتعبير عن رغبته في أن يبعد عنه ... وهلم جرا.
المرحلة الثانية: من الشهر الخامس إلى أواخر السنة الأولى
وتمتاز هذه المرحلة عن المرحلة السابقة من الناحية الصوتية بظهور نوع جديد من الأصوات, وهي أصوات "التمرينات النطقية", أو "اللعب اللفظي", أو"اللغط" التي تكلمنا فيما سبق عن طبيعتها