أما تركيب الجمل تركيبًا كاملًا فلا يصل إليه الطفل إلّا في أواخر هذه المرحلة.
٥- وفي مبدأ ظهور الجمل في لغة الطفل تبدو عارية عن الروابط والحروف، ويبدو تركيبها ساذجًا، وتبدو كلماتها بدون تنسيق ولا ترتيب، فيوضع بعضها بجانب بعض كيفما اتفق, ومن نماذج هذا ما قالته ابنتي عفاف في ٣٠/ ٧/ ٣٦:"أنا نونو""صغيرة" دده "هكذا -وقوست ظهرًا لتمثل الحالة التي كانت عليها وهي صغيرة, "ماما دز "بز، ثدي" ساه "شاي"، أي: حينما كنت صغيرة على هذه الصورة كانت والدتي ترضعني الشاي في الثدي الصناعي.
وقد يرتب الطفل أحيانًا كلمات جملته بشكل يتفق مع ما لكل منها من أهمية في نظره، فيبدأ بأكبرها أهمية ويتدرج حتى ينتهي بأقلها شأنًا, فيقول مثلًا:"عصايا بابا ضرب محمد" قاصدًا أن أباه ضرب محمدًا بالعصا. فيقدم "العصا" لأنها أكبر عناصر الجملة أهمية في نظره، فانتباهه قد تعلق بها أكثر من تعلقه بما عداها، ولأن بيان آلة الضرب هو أهم ما يرمي إليه من جملته، ثم يتبعها بالكلمة الدالة على الشخص الذي استصل بها اتصالًا مباشرًا وقام بتحريكها، وهو "بابا"، ثم يأتي بالكلمة الدالة على أثر تحريك أبيه العصا, وهي "ضرب"، ويختم جملته بكلمة "محمد" الذي لم يقم بعمل إيجابي في الحادث الذي يريد الطفل التعبير عنه.
٦- وفي قسم كبير من هذه المرحلة يتأثر الطفل في مفردات لغته وتراكيبها وقواعدها بأكثر مخالطة له وأحبهم إليه؛ كأمه ومربيته وأخيه الأكبر وأخته الكبيرة، فتغلب في لغته مظاهر التقليد لهؤلاء، حتى إنها لا تكاد تختلف في معظم هذه المرحلة عن لغتهم, وعن هذا الطريق ينتقل إلى لغة الطفل ويعلق بها بعض أخطاء في المفردات والقواعد والأساليب، حتى الأخطاء التي تكون ناشئة عن خلل في أعضاء النطق للشخص الذي تغلب عليه محاكاته، وتظل هذه الأخطاء ملازمة للطفل أمدًا طويلًا, ومن غريب ما لاحظته بهذا الصدد أن ابنتي