للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- وفي مبدأ ظهور هذه العناصر يميل الطفل إلى القياس والسير على وتيرة واحدة حيال جميع الكلمات, فتراه مثلًا يتبع طريقة واحدة في التأنيث، فيقول: خروف وخروفة, وحصان وحصانة, وأحمر وأحمرة وأبيض وأبيضة وأصفر وأصفرة, كما يقول: قط وقطة, وكبير وكبيرة, وقد ظل ابني إخلاص ينطق بالصفات الدالة على اللون على هذه الطريقة حتى أوائل سنته السادسة.

٤- يفتتح الطفل هذه المرحلة بالنطق بكلمات مفردة قاصدًا به التعبير عما نعبر عنه بالجمل, فيقول مثلًا: "باب" قاصدًا افتح الباب، و"شباك" قاصدًا اقفل الشباك، و"عصا" قاصدًا اضرب القط بالعصا ... وهلم جرا، ويفهم غرضه من السياق والظروف المحيطة به, والإشارات اليدوية والجسمية التي تصحب كلامه.

ويختار الطفل عادة للتعبير عن الجملة الكلمة التي يجيد النطق بها أو الكلمة التي تسبق غيرها إلى لسانه، ولو لم تكن ذات أهمية في المعنى الذي يريد تقريره, فمن ذلك أن ابنتي عفاف وسنها ثمانية عشر شهرًا وبضعة أيام "٢/ ٨/ ٣٥" كانت تسير القهقري، فعثرت في إناء كان يوضع فيه اللبن لهرتها وأولادها الصغار، وكاد يختل توازنها، ولما تبين لما السبب في عثرتها قالت "بو" "بو=أمبو= الشرب"، أي: أن السبب في ذلك هو الإناء الذي تشرب فيه الهرة وصغارها لبنها.

ثم ترتقي لغة الطفل بهذا الصدد, فتصبح ثنائية الكلمات, عفاف في أوائل السنة الثالثة: "ماء مم" أي الخروف يأكل، "ماما ننا" أي: يجب أن تغادر مام هذا المكان ... " وبعد ذلك بقليل تصبح لغته ثلاثية الكلمات, عفاف في الشهر الرابع من السنة الثالثة: "ماما أوه أنا"= ماما ألم هنا، مشيرة إلى رقبة والدتها، أي: أن برقبة أمها ألمًا أو مرضًا

<<  <   >  >>