للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في صرامتها واطرادها عن القوانين الخاضعة لها الظواهر الطبيعية١.

غير أن آراءه وبحوثه في هذه الناحية لم يتح لها ما كانت أهلًا له من الذيوع والانتشار, وما كان يعوزها من التنقيح والتهذيب إلّا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين؛ فقد ظهر في هذين القرنين في مختلف بلدان أوروبا, وبخاصة فرنسا, طائفة من قادة الفكر لم تدع مؤلفاتهم أيّ مجال للريب في خضوع الظواهر الاجتماعية بمختلف أنواعها لقوانين يمكن استنباطها من ملاحظة هذه الظواهر في مختلف أحوالها, وفي شتى الأمم والعصور, ومن ذلك الحين أخذ المشتغلون بدراسة الظواهر الاجتماعية يوجهون كل عنايتهم إلى كشف القوانين الخاضعة لها، وأخذت العلوم الاجتماعية تظهر شيئًا فشيئًا, وينمو عددها قليلًا قليلًا, وتتكون من فروعها مجموعة حديثة, بجانب المجموعات الثلاث السابق ذكرها, وأعني بها: العلوم الرياضية والطبيعية وعلم النفس.


١ انظر الباب الثاني من كتابنا: "ابن خلدون، منشئ علم الاجتماع".

<<  <   >  >>