للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرق والغرب وانتزعتها منها معقلًا معقلًا حتى تمَّ لها القضاء عليها حوالي القرن الثامن الميلادي, ولم يفلت من هذا المصير إلّا بعض مناطق منعزلة لا تزال تتكلم اللهجة الآرامية إلى العصر الحاضر١. وامتد أثر العربية إلى الأمم الآرية والطورانية التي اعتنقت الدين الإسلامي -الفرس، الهنود، الأتراك، الأندونيسيين ... إلخ- فاحتلت لديها مكانة مقدسة سامية، وتركت آثارًا عميقة في كثير من لغاتها، فاتسعت بذلك مناطق نفوذها حتى بلغ عدد الناطقين بها والمتأثرين بسلطانها نحو ستمائة مليون من سكان المعمورة٢.


١ انظر تفصيل هذه الموضوعات جميعها في كتابنا "فقه اللغة".
٢ يبلغ عدد المسلمين في العالم حوالي ٥٣٠ مليونًا, وتبلغ نسبتهم إلى مجموعة سكان العالم -البالغ عددهم زهاء ٣٥٠٠ مليون- نحو ١٥%، ومنهم بأفريقيا نحو ٨٥ مليونًا "نحو ٤٠%" من مجموع سكانها، وفي آسيا نحو ٤٢٥ مليونا "نحو ٢٧% من مجموع سكانها", وفي أوروبا نحو ٢٢ مليونًا "نحو ٢% من مجموع سكانها"، وفي الأمريكتين جاليات إسلامية يبلغ عددها زهاء ثلاثة ملايين "واحد وكسور في المائة من مجموع سكانها".
هذا ويبلغ سكان العالم الآن -أواخر عام ١٩٧٢- زهاء ٣٥٠٠ مليون، يعيش نحو ٥٧% منهم في آسيا. و٢١% منهم في أوروبا والاتحاد السوفيتي, و١٤% في الأمريكتين، و٢% منهم في أفريقيا.
ويتزايد سكان العالم بمقدرا ٦٥ مليون سنويًّا في المرحلة الحضارة، وهذه النسبة هي أكبرمن نسبة تزايدهم في أية مرحلة أخرى من مراحل تاريخ إنسان, وإذا استمرت الزيادة بهذه النسبة فسيصل عددهم إلى نحو ٤ مليار نسمة قبيل عام ١٩٨٠ -سيصل إلى ضعفي عددهم الحالي, أي نحو ٧٠٠٠ مليون- بعد نحو خمسين سنة.
ويعيش نحو ثلثي سكان العالم في عشر دول, وهي بحسب ترتيبها في عدد السكان: الصين الشعبية "نحو ٨٥٠ مليونًا, أي نحو ٢٥% من سكان العالم كله", فالهند "نحو ٤٧٥مليون"، فالاتحاد السوفيتي "نحو ٢٣٥ مليون"، فالوليات المتحدة "نحو ٢٠٠مليون", فأندونيسيا "نحو ١٠٥مليون"، فباكستان بما فيها بنغال الشرقية "نحو ١٠٤مليون"، فاليابان "نحو ١٠٠مليون"، فالبرازيل "نحو ٨٠ مليون", فالألمانيا الغربية "نحو ٥٨", فبريطانيا "نحو ٥٥ مليون".
وأكثر مناطق العالم في نمو عدد السكان أمريكا الوسطى, ومن بينها منطقة الكاريببي؛ إذ تصل هذه الزيادة إلى نحو ٢،٩% سنويًّا منذ عام ١٩٥٨، وتليها أمريكا الجنوبية, وتليها الدول النامية التي تكون مستويات المعيشة فيها منخفضة.
"انظر تقارير الأمم المتحدة ومكتب تعداد السكان عن السنين ٦٣، ٦٤، ٦٥, وانظر جريدة الأهرام في ٥/ ٨/ ٦٤ و٥/ ١٢/ ٦٤".

<<  <   >  >>